الأربعاء، 24 يوليو 2013

قرية العرجون : بقلم / عبد المجيد سجال 
يحكى أنه : 

كانت هناك قرية تدعى قرية العرجون ، تعيش بها بعض العوائل ذات الأصل الواحد و اللسان الواحد و المصير الواحد و المعتقد الواحد ، توارثت بيوتها أبا عن جد منذ الأزل ، كل عائلة كانت تمتهن نشاطا معينا ، إما تجارة و إما فلاحة و إما صيدا و إما نسيجا و إما صناعة للحلي ، بينها عوائل غنية جدا و بينها عوائل فقيرة و أخرى متوسطة ، أحد تلك العوائل عائلة أبو ياسين الذي كان يملك حقل زيتون ورثه عن أجداده منذ القدم و كان يسترزق منه و من زيوته ، كما أنه كان يملك عين ماء يقال أنها مباركة و تشفي السقيم و العليل و العقيم ، و كان أبو ياسين شيخا طاعنا في السن و لم يبخل يوما على أهل قريته مما وهبه ربه من خيرات ، فللفقير حقه و للغني هديته و للمريض دواءه ، لهذا كان يحظى بإحترام الجميع و له مكانة خاصة حتى في القرى البعيدة .

سرعان ما انتشر خبر القرية في كل مكان و عن خيراتها و تجارتها و زيتونها و نخيلها و مروجها و ثرواتها و عن مائها الشافي ، فسبقتها شهرتها إلى كل حدب و صوب ، هذا ما حرك أطماع الغزاة و اللصوص و القراصنة ، و حركوا عصاباتهم الخبيثة الطامعة و قبلتهم هذه المرة " قرية العرجون " حاملين معهم مختلف انواع الأسلحة ، و لأن أهل القرية تعودوا على السلم و الآمان ، فما كانوا أهلا للحرب و رد الوغى ، و لا ندا لمن تجبر و طغى ، باغتهم اللصوص بغارة ليلا و استباحو قريتهم الهادئة الساكنة ، وقتلوا من قتلوا و هجّروا من هجّروا و نهبوا ما نهبوا ، كان زعيم اللصوص ذو الوجه الشاحب سكيرا عربيدا و قائدا خبيثا ، جعل أهل القرية خدما عنده و أستغلهم في الزراعة و الأشغال الشاقة مقابل حياتهم .

إلا الشيخ أبو ياسين رفض الخنوع للعصابة الآثمة منذ البداية و قاومهم هو و أبنائه و أحفاده الذين كان الزيتون و زيوته و ماء العين المباركة قد بثت في أجسادهم قوة كبيرة و شدة في البأس و متانة في العظم ، لكنه في الأخير أُخذ غدرا و طُعن برمح في ظهره ، وكانت الوسيلة الوحيدة ليتمكنوا من عائلته و خيراتها ، وعاثوا فيها فسادا و قطعوا أشجار الزيتون و نحتوا قطع الأفيون ، و بنو بيوتهم هنالك و أهتدوا للعين المباركة و حاصروها و استقر بها ذو الوجع الشاحب و بنى منزله بقربها ، مع مرور الشهور و السنوات الأولى ، إهتم ذو الوجه الشاحب أكثر بمنزل الراحل أبو ياسين نظرا لخيراته الكبيرة المتعددة ، كما أنه إكتشف ذهبا وفيرا في الصخور التي بنيت عليها منازل جيرانه ، و كم كانت الغنائم كبيرة ، زيتون طازج و ماء عذب طاهر مقدس و ذهب في الصخور مكدس و عز للمستقبل مؤسس .

كان ذو الوجه الشاحب له صديق و في نفس الوقت هو إبن خالته و الذي كان قد زار يوما تلك القرية عندما كان مريضا بالطاعون و شرب من مائها المقدس و شفي من مرضه ، و الذي لطالما حدث إبن خالته عن تلك الأرض و عن حلمه بأن يسكنها يوما ، تذكر ذو الوجه الشاحب حلم ابن خالته و أرسل له يعده بأن يمكنه من تلك الأرض و يجعله خليفة فيها بعد أن يعود إلى أرضه الأصلية ، و بالفعل تحقق الوعد المشؤوم و لبى ابن الخالة العزيز النداء و جمع متاعه و حج مع أهله للقرية و بالضبط إلى منزل العين المقدسة ، وصل و استقر بها و يالها من فرحة ، أخيرا سيترك التصعلك بين المدن و القرى و يستقر بأهله في مكان لطالما حلم به ،
في حين سيهتم ذو الوجه الشاحب بالمنازل الأخرى التي تقبع فوق صخور الذهب .

هاهو الصعلوك يشرد عائلة ابو ياسين و يستقر مكانها و منهم من رفض المغادرة و استقر في كوخ قريب و منهم من فضل أن يلجأ إلى جيرانه بعيدا عن بطش الصعلوك ، باقي العوائل إستطاعت أن تتخلص من عصابات ذو الوجه الشاحب بعد ان استنزف ما لديها من خيرات ، أما عوائل الذهب فأتفقت معه على الخروج مقابل نصيب معلوم من الذهب شهريا و وعد بالتخلي عن عائلة جارهم الراحل أبو ياسين ، و هذا ما حدث تخلصت كل العوائل من العصابات الجاثمة إلا عائلة أبو ياسين ظلت مشتتة بينما الصعلوك قد إستقر مع أقاربه و أهله هنالك و خلف ذرية في العين المقدسة ، و أستغل زيتونها و أرضها في بناء المزيد من البيوت على حساب الأسرة المغلوب على أمرها و التي لم يبق لها إلا زيتونتين و تلة صغيرة موحشة ، و منع عنهم الخيول و السلاح و حتى العصي أو الكلاب ليحرسوا أنفسهم بها من الوحوش .

مرت الشهور و زاد الصعلوك في جبروته و طغيانه ، حيث يعتدي على أحفاد أبو ياسين يوميا و يبطش بهم ، بينما جيرانهم غارقين في النعيم و في السلم الذليل و العسل المسموم ، يرون جيرانهم في كرب و بلاء و قهر دون جلاء و لا ينبسون ببنت شفة ، رغم أن الصعلوك مجرد جبان يخاف من ظله و يحتمي بإبن الخالة ذو الوجه الشاحب ، و رغم أن أحفاد أبو ياسين قادرين على رد الضيم و طرد هذا الصعلوك الرخو بسهولة ، فكل ما يحتاجونه عِصي و سيوف و رماح و نبال ، فالساعد لازال قويا و القلب لازال سويا و الروح ترخص أمام رد الكرامة ، إلا أن تجار الذهب يخافون على تجارتهم من الزوال و على قصورهم من الهوان ، و يتبجحون بصفاقة و نذالة بإرسال بعض الطعام و الكساء لأحفاد أبو ياسين القابعين في الأسر و المخيمات ، و البعض يتفق مع الصعلوك لزيارتهم حتى يظهر للناس أنه يساعدهم و أنه حريص على أمرهم ، و البعض الآخر لا حول له و لا قوة ، و البعض الآخر كان شجاعا و هرب بعض العصي و المقاليع للمخيمات فهاجمه الجار قبل العدو و حاول أن يقطع رزقه و أن يحرق محل تجارته و حتى أن يفرق بينه و بين أهله .

بين المصالح الضيقة و بين وصاية ذو الوجه الشاحب و بين نذالة تجار الذهب و بين خساسة الصعلوك و بين دنائة المنافقين و بين خوف الصامتين ، يضيع أحفاد أبو ياسين و تضيع أشجار الزيتون و تضيع العين المقدسة ، و تضيع الكرامة في العسل المذلول .

لكن هل يعلم الصعلوك أن أحفاد أبو ياسين لن يستسلموا ؟ و هل يعلم هو و إبن خالته ذو الوجه الشاحب أن في كل بيت و غرفة يولد أبو ياسين و يكبر ليعوض ما فات و يسترجع الكرامة و الأرض ؟ هل يعلمون أن الذهب سيزول و لن يبق إلا السيف المسلول ؟ هل يعلمون أهل قرية العرجون أبدا لا يُسلمون و لو سكتوا قليلا إلا أن الدم أقوى من الزيزفون ؟ هل يعلمون أننا مارون و قادمون و لو كره الكارهون ؟
هل يعلمون أننا للعبة الموت محترفون و أنهم لجرح صغير يتألمون و لا حتى يكابرون ؟

ستتحرر أرض الزيتون و قرية العرجون و سنشرب جميعا من عينها المقدسة و هم صاغرون .

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~

الجمعة، 19 يوليو 2013


علمتني الحياة أنها كالسيارة :

لماذا تحتوي على مقود قابل للدوران ؟

إنه التكيف لكي نحسب حساب المنعرجات و التقلبات ...

~ لماذا تحتوي على فرامل ؟

إنه العقل لكي نحسب حساب الحفر و العثرات و الحواجز ...

~ لماذا تحتوي على كيس هوائي ؟

إنه الصبر لكي يقينا قوة الصدمات و الضربات

~ لماذا تحتوي علا عجلات ؟

إنها الأيام تدور و تدور ولابد أن نعطيها مزيدا من الحياة

~ لماذا تحتوي على مؤشر للسرعة ؟

إنه الزمن لكي نعرف كيف نستثمر الوقت ، نسرع و لا نتسرع ..

~ لماذا تحتوي على وقود ؟

فمن دون وقود الأمل لما سارت الحياة قيد أنملة ...

~ لماذا فيها نوافذ ؟

إنه الإيمان لنتنفس به

~ لماذا فيها الزجاج ؟

إنها البصيرة لكي نبصر ما يحدث من حولنا ؟

~ لماذا فيها خاصية الإهتلاك ؟

~ لأنها فانية ...

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~
 
كونوا كالنخيل ، جذعها ثابت و جديلها بالتمر نابت ... إذا هزها الريح أسقطت تمرا و ما سقط الجذع ...

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~
إشنق يأسك بحبل الأمل و أقطع دابره بسيف العمل 

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
الأماكن التي لا يصلها نور الشمس تنموا عليها الطحالب و البيوت التي لا يعيش فيها أحد تعشش فيها العناكب ، هكذا هي العقول التي تفكر و القلوب التي لا تحب ,

~ تجاعيد الحياة ~
أقرض للناس الخير يوفونك به و قد يزيدون فالربا هنا حلال
أما إن أقرضتهم شرا قرضوك و الندم هنا لا يفيد محال ,,

~ تجاعيد الحياة ~
لا تحفر بئرا قرب شاطئ بحر الأوهام و تنتظر ماءا عذبا حلو المذاق ...

~ تجاعيد الحياة ~
دار الخير مفتاحها حديد ، و دار الشر مفتاحها ذهب 

لا يغويك الذهب عن الحديد ، فخلف الباب نار و لهب 

عليك بدار الخير ولو بالحديد ، فخلف بابها جنات و عنب 

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~
دخل إمتحان الحب و لم يعرف أن الجغرافيا أحد المواد التي سيمتحن فيها ، لم يراجع دروسه فرسب ... و هي لم تدرك أن الغيرة أحد المواد ، لم تراجع دروسها و ظنت أن المادة تسمى الشك فخرجت عن الموضوع و رسبت ...


قد تكون حياتك كلها دموع و بكاء و لحظة إلتقاط صورة لك تكون مبتسما ، فيعتقد الكل أنك أسعد الناس ...

و قد تكون حياتك كلها ضحك و سعادة و لحظة إلتقاط الصورة تكون باكيا ، فيعتقد الكل أنك أتعس الناس ...

قد تكون حياتك كلها أناقة و شياكة و لحظة إلتقاط الصورة تكون تنظف بيتك ، فيعتقد الكل أنك أوسخ الناس ...

قد تكون حياتك كلها فقر و حاجة و لحظة إلتقاط الصورة تكون في عرس صديقك راكبا سيارة و لابسا بدلة سوداء إستلفتها فيظن الكل أنك أغنى الناس ...

قد حياتك كلها إيمان و دعوة و لحظة إلتقاط الصورة كنت تنصح فتاة متبرجة ، فيعتقد الناس أنك أفسق الناس ...

قد تكون حياتك كلها فسق و مجون و لحظة التقاط الصورة تكون داخلا للمسجد ، فيعتقد الكل أنك أتقى الناس ...

قد تكون حياتك كلها قتل و ظلم للعباد و لحظة إلتقاط الصورة تكون تداعب طفلا ، فعتقد الكل أنك أحن الناس ,,,

قد تكون حياتك كلها و أنت مظلوم و ضعيف لحظة إلتقاط الصورة تنتفض على جلادك ، فيعتقد الكل أنك أقوى الناس ...

و قد تكون حياتك كلها إنتصار و لحظة إلتقاط الصورة تكون خرجت من مبارزة فاشلة ، فيعتقد الكل أنك أضعف الناس ...

فلا تحكم على الناس من موقف واحد حتى لا تظلمهم و تظلم نفسك ، ليس كل ما تراه العين يصدقه الواقع و الأيام ، كن حكيما في تحليلك و تسائل دوما ، هل هذا الأمر دائم أم شاذ ... فكم من ضعيف ظلمته الصور و كم من ظالم نصرته الصور .

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~
 



لا يمكن للفرولة أن تلعب دور الخُضار و لا للبصل أن يلعب دور الفاكهة 

مثلما لا يمكن للعاشق أن يلعب دور الصديق و لا للصديق أن يلعب دور العاشق ..

إلا الطماطم حاولت أن تلعب دور الفاكهة عدة مرات بحجة أنها حلوة و حمراء و فشلت أن توضع مع سلة الفواكه ...

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
رأيت العقل الناضج شرطيا للمرور ، ينظم سير العواطف و يوقف تلك التي تسوق دون رخصة و تلك التي تسير في الإتجاه الخطأ و تقف في المكان الخطأ ، و يدفع العواطف التي تحترم القانون لتمضي قدما و ترسوا إلى بر الأمان ، هنالك و مع الرقابة الشديدة ، تقل حوادث المرور لكنها لا تنتهي في غمرة الزحام ... 


~ عبد المجيد سجال ـ تجاعيد الحياة ~
المشاعر الصادقة لا تحتاج إلى دعاية إعلامية أو إشهار بهلواني ، المشاعر الصادقة تلقى القبول لوحدها دون تحفيز مادي ، إنه الشعور بالأمان هو معيار الزبون ، إنها كطبخ الوالدة ، نحبه و إن كرهه الجميع ، نشتاق له و إن لم يعرفه الجميع ، نتلذذ بأكله و إن لم يتذوقه الجميع ...

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
الإهتمام من أجل كسب الحبيب ، رشوة راقية للقلوب لا حرج فيها 
بعض العيون تنير شوارع القلب في الليالي الحالكات ، و بعض الهمسات تغيث الأراضي القاحلة في الأيام الهالكات ... و بعض الكلمات تشعل المدافئ في الليالي الباردات ...
أرادت أن تكون جسدا فاتنا فأحبها كجسد فاتن ، 

أرادت أن تكون روحا طيبة فعشقها كروح طيبة 



المرأة تُحب لما سوقت له ، سوقت جسدا ، سيأتي عشاق الأجساد ، سوقت روحا سيأتي عشاق الألباب ..

~ عبد المجيد سجال ~


كل شيء ندفنه ليفنى ، إلا البذور ندفنها لتحيا 

هكذا هي بعض الأحلام ندفن بعضها فيفنى و بعضها نسقيه عزيمة فيحيا ..

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
للحب ثلاث سُلطات :

سلطة تنفيذية مهمتها الإهتمام بالحبيب و تسيير الأزمات و نسج المفاجئات ...

سلطة تشريعية مهمتها نسج الخطط و المبادئ التي يؤمن بها الحبيب ...

سلطة قضائية و هي الأهم مهمتها الحكم على المشاعر الزائفة بالسجن أو الإعدام ..


الأولى تمارس الحب و الثانية تراقبه و الثالثة تحاكمه إن حاد عن الطريق ... و يبقى العقل مكلفا بالأمن القومي و الداخلي ..

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~


أيها التراب ، ما سر هذا النهم ؟
أيها التراب ، أما شبعت بلعا للبشر ؟
أيها التراب ، ألهذه الدرجة أجسادنا لذيذة ؟
أيها التراب ، ألا تخشى من زيادة الوزن ؟
أيها التراب ، شبعنا زلازل و براكين فهل عندك مشكلة في الهضم ؟
أيها التراب ، عليك بالحمية ، فيوما ما لن تجد جسدا للأكل
أيها التراب ، هنيئا لك بالأطباق العربية يوميا ، طبق غني بالدسم ....

~ تجاعيد الحياة ~
نصوم عن الأفراح على أمل أن نفطر عليها حين غروب الاحزان ، ندرك أننا قد لا نصل إلى الغروب لكن الموت و أنت صائم له أجر كبير ....

تجاعيد الحياة 
أينما حلّت العفوية ، أينما ظهر الصدق و أينما غابت ظهر التصنع 


فكل العلاقات التي لا تُبنى على العفوية يشوبها الحذر و التصنع ، مما يعطيها جانبا تمثيليا و ليس حقيقيا ...

عندما تنصرف العفوية من إخراج حياتنا ، يضحى التصنع مخرجا لمسرحيات لن تدوم و إن طالت مشاهدها و فصولها ....

~ تجاعيد الحياة ~

الكاميرا تنقل كل شيء إلا الروائح و العطور ، و بعض المشاعر كالروائح لا تقرأها الأعين و لا تنقلها الألسن بل يشمها القلب مباشرة ...

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
الصياد لا يصطاد إلى إذا كان البحر هادئا ، و صياد الأفكار و الآراء لا يصطاد حين تهيج العواطف ... 

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~
الحب إستثمار للعواطف ، يقبل الربح كما يقبل الخسارة ، و كلما تمرس المستثمر أكثر في السوق كلما تعلم خبايا الإستثمار و قلت فرص الخسارة ...

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~

لا تعامل أحبابك بثقافة : إذا غاب الماء حضر التيممُ ,,,
رأيت الشجرة كلما ضاقت بها الأرض و نال منها العطش ، مدت جذورها أكثر و تغلغلت عميقا في باطن الأرض ، لسان حالها يقول : أنا من هذه الأرض و في هذه الأرض أعيش أو أموت "، 
وهكذا تفعل و تراها تطلق أغصانها شامخة في السماء و تعمر لسنين و سنين ، صامدة في وجه الرياح و مكشرة أنيابها في وجه العطش .............

بينما الإنسان إن ضاقت به ارضه تركها و فتش عن أخرى ضاربا عرض الحائط كل معاني الإنتماء ,,, أبهذه البساطة ترخص الأرض ؟ لا و ألف لا ، أنا ابن الطبيعة و إن رأيتم الصبر من الشجر فمابالكم أنا الذي خلقني الله من البشر ....

~تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
في السيارة لا يظهر محركها و هي التي لا تتحرك دونه 

في الإنسان لا يظهر القلب و هو الذي لا يعيش دونه 

في الشجرة لا تظهر الجذور وهي التي لا تنموا دونها

~ هكذا العديد من الإنجازات تحدث يوما و العديد من الإنتصارات تحصل يوما و كثير من الخيرات يُتنعم بها يوما ، وعوض أن يُشكر فاعلوها الحقيقيون و تُرفع القبة لمن كان وراءها ، تجد آخرين على الواجهة ينالون الشكر و العرفان و ما قدموا شيئا يُستعظم أو يهان ..

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~


لقراءة الكتب لا نقترب من الأوراق كثيرا و لا نبتعد كثيرا حتى تتضح الرؤيا ، فإذا اقتربنا تداخلت الحروف فيما بينها و إن إبتعدنا أضحت ضبابا .. 

هكذا علينا التعامل مع الآخرين ، دوما نبقى على مسافة حذرة ، لا نقترب جدا حتى تتداخل العواطف و لا نبتعد حتى تجفى القلوب ... 

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~

كم من مزبلة كان تخفي تحتها كنوزا ـــــــ و كم من حقول كانت تخفي تحتها ألغامُ


قد تعوض الكنوز إن فُقدت فهل تعوض الأرواح إن سقطت ؟ 

~ تجاعيد الحياة ~
لا تجتمع خصائص الزهور في زهرة واحدة و إلا تركنا كل الزهور و بحثنا عن الزهرة الكاملة ، هكذا البشر ، لا تجتمع كل الخصال الجميلة في رجل واحد أو إمرأة واحدة ، و إلا تقاتل من أجله أو أجلها الجميع ,,,,

التنوع و النقصان نعمة من نعم الله أيضا فتأملوا فيها ،،،

~ تجاعيد الحياة ~عبد المجيد سجال 
إختراع المصباح لم ينقص من قيمة القمر شيئا 

فلا تجعل مصابيح البشر تقتل فيك القمر ...

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
كعالم الأحياء أنا ، و كالفراشات النادرة هي ، نوع جديد كلما تمعنت فيه أكثر كلما اكتشفت أنها نوع آخر ليس كباقي الأنواع ، فهل سأتفرغ للفراش و أترك باقي الكائنات ؟

~تجاعيد الحياة ~
كفاكِ يا دنيا وضعا للمساحيق ، فأمطار المصائب كشفت وجهك البشع ، 

كفاك فحتى مفاتنك أتضحت أنها مجرد سيليكون ,,,

~ تجاعيد الحياة ~
جولة في عالم القلوب

قلوب أمريكية : حيث كانت المصلحة أحبت و حيث غابت نفرت ..
قلوب كوبية : لا تنحاز إلا للحب ، أينما كانت الروح عشقت
قلوب فلسطينية : قلوب من تتحرر من غزو الحاقدين ...
قلوب هندية : غريبة في تصرفاتها صادقة في مشاعرها يقودها الجنون
قلوب أفغانية : قلوب تخطف القلوب و تطلب الفدية وهي الرضوخ و الحنان و إلا الإعدام
قلوب صومالية : جائعة للحب أرهقها الشوق رغم ما تملكه في خاماتها من عطاء مكنون ..
قلوب قطبية : باردة قاسية لا تصلح للحب ولا للحياة رغم لباسها لقناع البياض ...
قلوب يونانية : الحب عندها فلسفة و الفلسفة لا يتقنها الجميع لذا ظلت وحيدة ..
قلوب يابانية : رغم مآسيها الكثيرة و أحزانها ، إلا أنها تحدت الزلازل و إبتكرت مشاعرا مضادة للزلازل ... الحب عندها إبتكار...
قلوب فرنسية : ماضيها أسود في إحتلال القلوب و تخريبها ، و اليوم تدعي أنها مملكة الحب ...
قلوب بريطانية : تؤمن بحرية التعبير لكن لا زال يغزوها ضباب الشك و الغيرة
قلوب إيطالية : الحب فيها مافيا لا مكان لمرهفي الاحاسيس فيها .. قلوب فاشية
قلوب خليجية : ماضيها ملطخ بالخيانة و حب الذات و عشق المظاهر ..
قلوب مصرية ، ماضي تليد ، و حاضر تكسوه المشاعر الثائرة في ميدان الحنين الباحثة عن الحرية ، تنتقل من انقلاب إلى انقلاب ...قلوب فقد الشرعية
قلوب عراقية : تترحم على أيام دكتاتورية العقل ، و اليوم دمرتها طائفية المشاعر ، جزء يعشق الجمال و وجزء يعشق الروح ...
قلوب شامية : قلوب عشقت الجمال و الرقة ، قلوب أتعبها حسد الآخرين و ظلمهم حتى أسودت بعد بياضها ...
قلوب روسية : قلوب تعشق الحروب الباردة ، قلوب تتحدى الغطرسة و تتقن صناعة الأسلحة التي تثير المشاعر ...
قلوب سويسرية : أينما وجدت الدرهم و الدولار أعطت حنانها ، إنها قلوب تعشق الماديات ,,,
قلوب عثمانية : قلوب تحن لماضيها القديم ، مرت بعدة نكسات ، مرض قلبها يوما لكنه تعلم و اليوم يعود أكثر قوة ..
قلوب صينية : قلوب مشاعرها مقلدة ، مدة صلاحيتها قصيرة مع دلك لها قدرة على كسب القلوب التائهة ...

قلوب بيزنطية : قلوب تعشق الجدال حتى تنهار أسوار الحب من حولها


قلــــــــــــــــــــــــــوب جـــــــــــــــــــــــــــــــــــزائرية
============================

قلب جمع من كل القلوب السابقة ، قلب عانى كما عانت بعض القلوب ، و أُحبط كما أٌحبطت بعض القلوب ، قلب يخرج من تجربة و يدخل في أخرى ، لا يؤمن بديموقراطية أو إنتخاب ، بل الرغبة هي السلطان الآمر الناهي ، حيث لا أحد يتجرأ على الإنقلاب ، قلب لا يؤمن بالمستحيل ، يتحدى كل الصعاب ، إذا وضع هدفا نصب عينيه حارب من أجله حتى الموت ، قلب يعاني من تجار المشاعر و عشاق الماديات ، قلب سُجن كثيرا خلف زنازين الخوف ، تعطش للحرية فأخذ جرعة زائدة منها أسقطته في بحر الشهوات أحيانا و في بحر الخيال أحيانا أخرى و في قلب الجريمة أحيانا أخرى ، قلب إذا أحب قتل و إن غار دمر و ظُلم إنتقم ، و إن خيبوه إعتصم ، قلب بجحم قلب أسد و بلطف قلب فراشة ، إن أحببته أغرقك بحبه و إن عاديته قصفك بدهائه ، قلب لا ينس من جرحه يوما و لا ينس من آواه يوما ، قلب رضع من لبن العفوية فامتاز بها ، قلب يهوى السعادة و الإبتسامة ، قلب أينما وضعته كسب القلوب ، قلب محارب في الليالي الحالكات و الشوارع المظلمات ، قلب لا يفرق بين الذكر و الأنثى ، تجد الصرامة في قلب الأنثى كما قد تجد العطف في قلب الرجل ، قلب يحب بجنون و يكره بمجون و يكره سوء الظنون ، قلب رومنسي في وقت الرومنسية ، و جدي في وقت الجدية ، قلب أفخر بإنتمائي له ، قلب من دخله فهو آمن ، و من دخل قلبي فهو آمن ، فهلموا يا أولي الألباب ,,,,


~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
 
جولة في عالم القلوب 
مرات تبتعد الأبدان مسافة أميال ، بينما ترقص القلوبُ الصامبا فوق القمر ... 

و مرات تكون الأبدان قريبة قرب الأسنان من اللسان ، بينما القلوب تبتعد بعد الأرض عن القمر ,,,,

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~
بحثت في كل لغات العالم فوجدتها تختلف الا في كلمتين ، الأم و الأب ، في كل اللغات ستجد حرف الميم و حرف الباء ، لماذا ؟ لأن قيمة الوالدين هي العقيدة الوحيدة التي لم تحرفها لغة الشعوب ...

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~

الخميس، 11 يوليو 2013

تنزل قطرة المطر من السماء طاهرة صافية 
و هي ساقطة تتلوث بغبار الجو ثم بالأرض و ما عليها فتتعكر كذلك ، تلتقي في طريقها كل أنواع الشوائب و هي تمر بالسواقي أو القنوات و أسقف المنازل ، تعانق أوراق الأشجار ، تقبل رؤوس الحيوان ، تمتطي ظهور الديدان ، تقتفي أثر الأزهار ، تمر بالجبال و التلال و المروج و الأنهار ، لتستقر عند مثواها الأخير بحيراتٍ كانت أم بحار ، يمر عليها الشتاء و الربيع ، الضباب و الصقيع ، الجو العكر و البديع ، فيأتي الصيف و الحر الرفيع ،و يدنوا أجلها بعد أن تطلق الشمس العنان لأشعتها و ضوئها الناري ، حينها تغادر القطرة في هدوء تام ، تتبخر بعد رحلة مكوكية متعبة ، ذاقت فيها من كل أهوال الدنيا و متاعا و خالطت فيها المعدن الغالي و النفيس و آخرَ وضيعا و رخيص ، لكنها تغادر صافية كما نزلت للأرض أول مرة ، لا تحمل معها لا مالا و لا درهما ، لا زهرا و لا ثمرا ، لا صوفا و لا حريرا ، لا تربا و لا خبَثا ، كل ما تحمله شكر العاطش و الضمآن ، أو سخط العاري و البردان ................................... تلك هي حياة قطرة المطر و تلكم هي حيواة البشر ،
يولد و يكبر العمر ، يمضي في الدنيا ساعيا خلف نصر أو قصر أو جاه أو فخر ، ثم يغادر ليبقى منه إلا الأثر ........... تمعنوا في خلق الله و خذوا العبر ، الدنيا زائلة تلك حكمة رب الملائكة و البشر

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~
ดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดดด
ำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำำ