السبت، 9 مارس 2013


هل المشكل في الحافلة أم في السائق ؟

يعتقد البعض أن مشكل الجزائر يكمن في رئيسها فقط ، في حين أن المشكل أعمق من ذلك بكثير ، المشكل هو إنتشار ثقافة فاسدة تغلغت في كل عضو من أعضاء الدولة ، إنه فيروس فقدان النزاهة المكتسبة ، ذلك الفيروس الذي شلّ أطراف الدولة و وظائفها الحيوية ، و لا دواء له الآن إلا بحقن المورفين التي تخفف شيئا من الألم دون أن تبعث الأمل في النفوس ، و في غمرة اليأس يهتدي البعض إلا إستئصال الكبد ظنا منه أن المشكل فيها وفقط ، يستأصلها دون أن يبحث عن كبد أخرى سليمة ، و النتيجة جسد نحيل و بدن هزيل و رجل عليل .
الأمر يشبه تغيير سائق حافلة مهترئة بالكامل مع المحافظة على قبّاض الشّباك المختلس و الذي يعامل الزبائن بعنف و قلة إحترام ، يتغير السائق و الحافلة تواصل توقفها و قلة سرعتها و كثرة مطباتها ، يتغير السائق و يواصل القبّاض سرقته و تعجرفه المقززين ، يتغير السائق و يواصل الزبائن الهرب من الحافلة و العزوف عن ركوبها ، يتغير السائق و الركاب لا يخبرون عن القبّاض السارق و لا صاحب الحافلة يسمع منهم .

إن أي تغيير في الجزائر لا يضمن بديلا في المستوى ، لا نقول بديلا ساحرا بل نقول بديلا يمثل الأقل سوءا ليدعمه الجميع و يؤمن بمشروعه الجميع و يشارك فيه الجميع ، ماهو إلا تغيير للسائق و الحفاظ على الحافلة المهترئة و القباض السارق على مستوى الإدارات و المؤسسات و القضاء و كل مستويات هرم النظام .

إلى فخامة الشعب الجزائري نخبا و عامّة ، الحل يكمن في التكاتف جميعا وبكل الأطياف ، مفكرين و أحزاب و منظمات و شعب و البحث عن شخصية وطنية و تزكيتها و دعمها في إستحقاق 2014 المفصلي ، مع نبذ الأنانية لأن ترشح أكثر من شخصية وطنية لها مكانتها يعني خسارة الجميع لصالح مرشح النظام بسبب توزع الأصوات على طريقة الفوقارة " ، قد يتسائل البعض من يضمن عدم التزوير هذه المرة ؟ ، حينها أقول لكم : لو تحرسون صناديقكم كما يحرس اللبن فوق النار ولو بربط كل صندوق بمعصم مواطن حر ، حينها لن يكون إلا ما يريده الشعب ، إلى فخامة الشعب إياكم أن تسموا مطالبكم المادية على مطالبكم السياسية و الأخلاقية ، فلاينبغي أن يُغلّب الفرع على الأصل و إلا لفشل الطالب و ضعُف المطلوب ، تذكروا جيدا قبّاض الشبّاك .

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد السياسة ~


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق