الأحد، 24 مارس 2013


أنا الــذي قــــــتلوه غـــــــدرا و قـــــالو قد إنــــــتحر
سجـــــنوني و قـــــــالوا هو غــــــاب عـن الـــــنظر
تــــــسابقوا لــوحــدهم و قــالوا مسكين ما انتصر
طـــــــردوني و تــــــربعوا وحدهم عـــــــلى القصر
تجـــــاهلوا إســــــمي و كــــــتبوا أســـماءًا أُخـــــر
قلـــــتُ لــــــــــربما يعـــــــانون مـــــن قـــصر البصر
لا فــــــــكيف يتــــــــــقنون عد الــــدّراهم بالـــعشر
لا فكــــــــيف يـــــــــــلتهمون الشّـــــــــــواء كالصقر
ثم جـــــــوّعوني و قــــــالوا صــــــــائم كـــــل الدهر
إفتـــــــرشوا الــــــحرير و أفـــــرشوا لــــي الــــحجر
توسّـــــدوا القــــــطن و وســـــادتـــي ورق الـشجر
إشــــــتقت لـــــضوء الشــــمس ســـــاعات و شُهر
هــــــل أنا بــــشر أم هـــــم وحــــــدهم من البشر
ألـــــــــست أملكُ وجــــــها و قــــلبا و أصابع و شعر
إرحــــــموا الإنــــــسان فيّا تكــــرما و لــــيس أمـــر
كفــــــاكم طــــــــغيانا و بيـــــــــعا للظــــلم و الــقهر
والله لن تزيـــــــدوني إلا ثبــــــــاتا عــــنيدا و صـــــبر
إن السّـــــــحاب سيتــــجمع و ينزل حـــــتما الــمطر
هيــــــهات هيــــــــهات مـــــــنا الــــذلة و الـــــــضجر
أنا إن مـــــتتُ فمـــــــــــــثلي الملايــــــين و كــــــثر
ستـــــــرفض الـــــــــذل إن طــــــال الـــزمان أو قـصر
سَلُوا الـــــــتاريخ عـــــــن أجـــــدادي و خُـــــذوا العبر
أنا حــــــــفيد عــــــــميروش و بــــن مـــهيدي و عُـمَر
طــــــردوا فرنـــــسا بـــــعد قــرن و عشـــرين و عشر
كتبـــوا التــــاريخ بالـــدم و عــــــلُمونا طــــعم الـــنصر
حيـــــنها إنـــــــبهر الـــــذي ظـَــلــــم و سـلّ الــخنجر
تلــــى الحُكـــمَ كــــــأنـــي مُـــجرم و أعــــطى الأمـــر
أقتــــلوه و أحــــــرقوه ثـــــم قـــولوا قـــــــــد إنــــــتحر
أخلــــــــطوا رمــــــــاده بالرّمل و اذروه فـــــي الــبـــحر
لنا الكــــــلامُ و الحُكْم و كـــــلامكم لا يـــــقبل الــــنظر
كأنــــــهم سيــــخلدون و ليــــــس لـــهم يوم في القبر
قد تســــــــجنني جـــــسدا لكــــنك لن تســجن الفكر
أقـــلامنا عـــــقدت الـــــــعزم و لــــــن يجـــــف الــــحبر
سنُقـــلّم أخــــــطـــائنا و نُلـــــــقّم خاماتــــِــنا لا مـــفر
سنـــــلبس العـــــزيمة دِرعـــــا فأســـــــمعوا ذا الــخبر
للــــظلم جــــــــولة و للـــــــــحق جولات ذاك هو القدر

~ تجاعيد الحياة ~ عبد المجيد سجال ~

هناك تعليق واحد: