الجمعة، 7 ديسمبر 2012


مدن أم أطلال حرب ؟






أول شيء يلفت إنتباهك و أن تتجول في شوارع الجزائر و مدنها و تجمعاتها السكنية مؤخرا هو ذلك اللون الأحمر الآجوري الذي أصبح مقززا فعلا ، لون يشبه جسدا أنهكته الجراح و العفن و تآكل جلده حتى أصبح اللحم الأحمر ظاهرا للعيان ، قد تعتقدون أن هذا الأمر مقتصر فقط على أحياء الفقراء ، للأسف لا ، فحتى الأحياء الراقية تعاني نفس المرض ، تجد فيلات من خمس ثلاث طوابق ففوق ، لما تراها للوهلة الأولى تظنها بيتا مهجورا أو في طور البناء ، لكن بمجرد أن تدخل إحداها حتى تكتشف قصرا مرصعا بالسيراميك الفاخر و العفش الباهر و الطلاء الزاهر ، حينها يدفعك الفضول لسؤال صاحب البيت عن حال واجهته ، فيقول : أخشى عين الحساد ، فيلا بخمس طوابق لا تجلب عين الحساد و مجرد طلائها يجلب عين الحساد ؟ هل يمكن لأحدكم أن يمشي بثياب ممزقة خوفا من العين ؟ أو يمشي عاريا خوفا من العين ؟

صراحة هذه الظاهرة تشوه النسيج الحضري للبلاد و تشوه جمالها و تقضي على أحلام السياحة في بلد يملك كل المقومات لذلك ، لهذا أقترح على الجهات المختصة سن قانون يضمن تهيئة الواجهات و تجميلها ولو بطلاء بسيط ، إقتراحي هو :

={ يمنع منعا باتا على المواطنين أن يظيفوا طابقا آخرا دون تهيئة الطابق الأسفل ، و هكذا الأول ثم الثاني إلى آخر طابق يجب على الأقل طليه بطلاء بسيط .
أما على السكنات الجديدة في أطراف المدينة ، تعطى لها مدة سنتين بعد ان يسكنها صاحبها لكي يهيئ واجهتها و إلا يقطع عنه الكهرباء أو الماء . }=

ليست ديكتاتورية لكن الناس تعودت على الردائة و صارت جزئا من يومياتها من النظام إلى الشعب و بالتالي البركولاج صار ثقافة تنخر المجتمع و الإقتصاد و البلاد و العباد .

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق