السبت، 8 ديسمبر 2012

~  " لو " بين التدبر في القدر و بين الكفر به ~


أعطانا الله العقل لنتفكر و نتدبر و نتأمل و ليس لنسلم بكل شيء ، نتأمل و نتدبر في مخلوقاته و في بديع صنعه سبحانه و تعالى ، و القدر مثله مثل الكون و مخلوقاته هو كذلك من تدبير الله ، لهذا يحق لنا أن نتأمل في قدر الله و ليس أن نعترض عليه ، نتأمل في خير قدره لنحمده ، و نتأمل في شر قدره لنتعلم منه درسا و عبرة و نحمده كذلك ،
و للتأمل في قدر الله يجب أن نتأمل في الظواهر و بداياتها و تسلسلها الزمني ، و منه يمكن أن نتفادى البدايات التي تؤدي إلى شر القدر و نكرر البدايات التي تؤدي إلى خيره ، و كل من فضل الله و توفيقه .

لهذا يجب أن نفرق بين التدبر في القدر و تحليل مسبباته من جهة و بين الكفر بالقدر و الإعتراض على نتائجه من جهة أخرى ، فماحاجتنا للعقل إن لم نشغله فيما يرضي الله و يزيد من إيماننا و يعلمنا دروس الحياة ؟

كيف نتدبر في القدر دون أن نفتح باب الشيطان ؟
يكون ذلك بالتسليم بنتائجه و عدم الإعتراض عليها ، فما يصيبنا من خير فهو من الله و ما يصيبنا من شر فهو من أنفسنا ، و هذه الأخيرة هي التي وجب أن نركز عليها ، فبعض المصائب لنا يد فيها و مهم أن نعرف ما جنته علينا أيدينا و أنه كان بالإمكان أن نتجنبها إذا كانت أنفسنا فعلت كذا و كذا ، مثلا رجل ركب سيارته و إتخذ طريقا جبليا موحشا طريقه وعرة ، فتسبب في حادث مميت و هلك في الأخير ، كان قدر الرجل أن يموت بتلك الطريقة و في ذلك المكان و في ذلك الزمان ، لكن نحن ماذا نقول ؟ ماكان عليه أن يتخذ تلك الطريق و هي مهترئة ، فلو عرف أنها وعرة لما إتخذها ، لكنني أنا بعد هذا الحادث تأكدت أنها خطِرة و بالتالي لن أمر بها و أنصح كل أصدقائي بعدم المرور بها ...

هنا إستعملت كلمة لو لا للإعتراض على قدر الله و إنما لإستخلاص العبر و توخي الحذر و ليس إعتراضا على قدر الله بموت الرجل . و تبقى الأعمال بالنيات و التفكير عمل و له نياته .

~ عبد المجيد سجال ~ تجاعيد الحياة ~

هناك تعليقان (2):

  1. حياتنا قصة كتبها الله لنا بحلوها و مرها.. و المطلوب منا فقط الرضا بما قدره الله و حمده في السراء و الضراء و عبادته.... هذا رأيي

    ردحذف
    الردود
    1. الرضا مطلوب و لكن التامل للتعلم كذلك مطلوب ، شكرا اختي على مرورك

      حذف